ما حقيقة الصراع بين حماس واسرائيل ؟
اختارت حركة حماس الإسلامية الفلسطينية، التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007، صراعاً مسلحاً جديداً مع إسرائيل، على نطاق غير مسبوق. وقبل ان نبدا بسرد الاحداث وجب الرجوع الى نشأة هذه الحركة التي تعتبر في نظر بعض الدول إرهابية خاص من قبيل فرنسا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة....
1- حقيقة حرب 7 اكتوبر 2023
تتصدر حركة حماس أكثر من أي وقت مضى مند نشاتها عناوين الصحف والأخبار الإقليمية والدولية بعد عملية "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل وإطلاقها أكثر من 5000 صاروخ دفعة وادة في 7 اكتوبر 2023، حيث هاجمت البرا والبحرا وجوا لاول مرة في تنسيق كامل بين اجهزتها الامر الذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 700 شخص وفقا لتقديرات آخر تقرير للرواية الإسرائيلية. مع إصابة أكثر من 2500 شخص وما زال حوالي مائة شخص محتجزين كرهائن لدى حركة حماس.
وفي حين يشير أحدث تقرير صادر عن السلطات الفلسطينية الصحية إلى مقتل ما لا يقل عن 14000 شهيدا فلسطينيا وإصابة أكثر من 20000 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة بسبب اعلان اسرائيل الحرب الشاملة على قطاع غزة حيث بدات بالحصار الكامل، وبالتالي العقاب الجماعي وحرمان سكان غزة المدنيين من ابسط متطلبات الحياة من ماء وكهرباء وغاز وطاقة...وانتهى باجتياح بري لشمال غزة كانت نتيجته خسائر كبيرة في الارواح والاليات...فما هي قصة حركة حماس ؟ وكيف نشات ؟ وتقوت لتجابه رابع قوة عسكرية في العالم ؟
2- كيف نشات حركة حماس الفلسطينية؟
إن تاريخ حماس لا ينفصل عن غزة. فحركة حماس هي اختصار لحركة المقاومة الإسلامية. وقد تأسست هذه الحركة رسميًا في ديسمبر 1987 على يد الشيخ أحمد ياسين، مع بداية الانتفاضة الأولى المعروفة باسم "حرب الحجارة"، ضد الاحتلال الإسرائيلي لغزة والضفة الغربية. وهي قريبة من جماعة الإخوان المسلمين المصرية.
وهي تدعو إلى إقامة دولة إسلامية فلسطينية عند حدود 1967. ولها ميثاقها التأسيسي الذي تم تبنيه في 18 أغسطس 1988. ومما جاء في نصها : "إسرائيل بيهوديتها ويهودها تشكل تحدياً للإسلام والمسلمين: لا يغمض الجبناء أبصارهم أبداً". ومنذ البداية، رسخت حماس وجودها بشكل رئيسي في غزة، حيث لجأ العديد من الفلسطينيين بعد إنشاء دولة إسرائيل في عام 1948.
في البداية، اشتملت استراتيجيتها العسكرية بشكل أساسي على شن هجمات انتحارية ضد المدنيين الإسرائيليين او بالاسلحة البيضاء في مقاومة جيش الاحتلال، عبر جناحها العسكري المسمى كتائب عز الدين القسام. قائدهم الاول محمد ضيف منذ عام 2002، بعد وفاة سلفه صلاح شحادة. كان الضيف، وهو استراتيجي عسكري غامض، خرج بأعجوبة من غارة إسرائيلية في عام 2014، هو من شن الهجوم.
3- تاريخ الصراع بين حماس واسرائيل
وقعت عدة صراعات تاريخية بين حماس وإسرائيل نذكر منها سنوات 2008، 2009، 2012، 2014. وفي عام 2014، انتهت بوقف إطلاق النار. وتعتقد إسرائيل أنها دمرت معظم القدرة العسكرية للحركة الإسلامية. لكن غزة لا تزال تحت سيطرة حماس بشكل كامل. ويرأس مكتبها السياسي منذ عام 2017 إسماعيل هنية، البالغ من العمر الآن 60 عامًا، ورئيس وزراء السلطة الفلسطينية بين فبراير 2006 ويونيو 2014.
4- حركة حماس من الناحية السياسية
من الواضح أن حماس لا تتمتع بنفس القوة العسكرية والسياسية كجيش الاحتلال. فبالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي واليابان، أو مؤخرًا المملكة المتحدة ثم أسترالي...، فهي منظمة إرهابية. كما تصنف مصر المجاورة الجناح العسكري لحماس على أنه إرهابي بسبب صلاته بالحركات الجهادية السنية في صحراء سيناء المصرية. الا ان بعض الدول كالصين وروسيا والدول العربية الإسلامية أو النرويج وسويسرا أو الأمم المتحدة لا تحددها كمنظمة إرهابية، على الأقل حتى الآن.
وتعتبر حماس نفسها الحركة الأكثر شرعية بين الحركات الفلسطينية. حيث اكتسبت شرعيتها وعززتها عبر انتخابات 2006 الأخيرة التي جرت في الأراضي الفلسطينية.
5- حركة حماس من الناحية الاقتصادية
إن الوضع الاقتصادي في غزة كارثي بكل المقاييس والذي ازداد كارثة بعد حرب 2023 الاخيرة. ويعتبر متوسط الدخل في غزة أقل من 2 دولار في اليوم. وهذا هو نصف ما هو عليه في الأراضي الفلسطينية الأخرى، كالضفة الغربية.
مع شعور بالتخلي من جانب المجتمع الدولي والدول العربية الأخرى، خاصة منذ التقارب بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل والبحرين عبر "اتفاقيات ابراهيم"، ثم مع السودان عبر اتفاقيات التطبيع. دون أن ننسى التقارب الأخير والكبير والحساس بشكل خاص، بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
6- موارد غزة الطبيعية
اما من ناحية البطالة فهي تصل إلى 50%. اضافة الى الانقطاع المستمر للكهرباء، كما أن الحصول على مياه الشرب محدود جدا. وقد زادت جائحة كوفيد والحرب الاخيرة الامور تعقيدا.
وتفتقر غزة إلى العديد من مواردها الخاصة والطبيعية. كصيد الأسماك...مثلا، لان إسرائيل تعمل على تقييد الوصول إلى المنطقة الواقعة على بعد ما بين 10 إلى 20 ميلا قبالة سواحل غزة.
خلاصة
ترى حماس أن "تحرير فلسطين" ومقاومة الاحتلال واجب ديني واخلاقي ووطني. وتحظى بدعم العديد من الدول الإسلامية والعربية، أبرزها قطر، ومؤخرا إيران واليمن...
وعلى الرغم من أن إيران قوة شيعية وليست سنية، إلا أن طهران تدعم حركة حماس عسكريا، وتدرب متخصصيها في مجال العسكري وتطوير الصواريخ الباليستية البعيدة المدى، كما تزودها بجزء كبير من ترسانتها العسكرية. باسم الحرب ضد العدو المشترك إسرائيل.
ليست هناك تعليقات: