من هو سيدي عبد السلام بن ماشيش؟ ولماذا سمي مقره بجبل العلم وحج المغاربة؟
عاش سيدي عبد السلام بن ماشيش، في بداية القرن السابع للهجرة، بجبل العلم، وهو اليوم جبل مولي عبد السلام، جبل يقع في وسط الكتلة الصخرية الممتدة بين تطوان وشفشاون وطنجة. وقد جاء من الأسرة الحاكمة من الادارسة، الذين لجأ بعضهم إلى هذه الأجزاء أثناء الحكم الشيعي للسلالة الحاكمة وظهور الفاطميين.
1- ما هي سلالة عبد السلام بن ماشيش العلمي؟
إنه أبو محمد سيدي عبد السلام بن ماشيش- وقيل ابن بشيش- ابن أبي بكر بن علي ابن حزمة بن عيسى بن سلام بن مزوار بن علي بن محمد بن مولانا إدريس دفين فاس، ابن مولانا إدريس دفين زرهون، وفاتح المغرب، ابن مولانا عبد الله الكامل بن مولانا الحسن المثنى بن مولانا الحسن السبط بن سيدنا علي ومولاتنا وسيدتنا فاطمة الزهراء بنت سيد العالمين محمد رسول الله (ص)، عليهم من ربنا جميعا الصلاة والسلام.
ولد سنة (559ھ/1198م) بالحصين، إذ ينحدر من قبيلة بني عروس، كان معروفا بذله لله تعالى، وبتواضعه بين الخلق، كان إقباله على الله وإدباره عن الخلق سمة من سماته الفاضلة، عاش في بيئة سليمة، وترعرع بين أحضان أسرة كريمة من آل البيت التزمت بدين الله وشرعه وبسنة نبينا (ص).
2- علم مولاي عبد السلام بن ماشيش
كان مولاي عبد السلام بن مشيش عالما فاضلا، ومتصوفا عارفا، وعابدا من الصادقين، فكان يصعد إلى الجبل، قصد التعبد والخلوة والتدبر، ورغم زهده، وطول سياحته، لم يغفل الجانب الأسري ولا العلمي من حياته، فأعطى لكل ذي حق حقه، دون الخروج عن جادة الشريعة الاسلامية.
اغتيل سنة 625 هـجرية على يد أحد أنصار المنتحل أبو تواجين. أصبح ملاذه مكانًا للحج، حيث يذهب إليه سكان قبائل جبالة وريافة. يمكن القول أن العبادة التي تُقدم لذكرى المرابطين تشكل رابطة قوية بما يكفي لتوحيد هؤلاء السكان في نوع من الكونفدرالية الدينية. سوف يسير الجميع معًا تحت راية راعيهم. مهما كان الأمر، فقد نقل عبد السلام بن ماشيش مباركته إلى تلامذته منهم الشادلي، وإن نسله (أي بني عروس)، لا يشكلون سوى طبقة نبلاء دينية بدون سلطة وراثية.
لذلك ليس لديهم أي تأثير شخصي في القبائل المجاورة حيث سيستقرون بشكل عام، لا ينخرطون في أي مهنة؛ إنهم بصفتهم عمداء ، معفون من أي ملكية ولا يظهرون أنفسهم معاديين للسلطان الذي ذهب بمناسبة الرحلة الاستكشافية عام 1883 إلى قبر عبد السلام بن ماشيش، ثم إلى زاوية سيدي علي- رسول في تطوان توزع قرابين كبيرة. بصفتهم عمداء ، فإن بني عروس في سلام مع جميع القبائل المحيطة، باستثناء قبيلة أكماس.
3- من هي القبيلة التي استقر بها مولاي عبد السلام بن مشيش؟
يُطلق على هؤلاء الأخير اسم أكماس أو تولبا لسيدي عبد السلام بن ماشيش ولديهم الامتياز التقليدي، الذي منحه القديس، للحضور في زيارة إلى قبره دون وسيط وطرد العمداء الآخرين. يذهبون إلى هناك كل عام في وفود كبيرة. لا ينبغي أن يكون هناك شريف، وأولئك الذين يجدون أنفسهم هناك عن طريق الصدفة يتم طردهم بلا رحمة، إن لم يتم قتلهم، وبالتالي، بين قبيلة بني عروس وقبيلة أكماس، عداء عنيد، ومعارك متكررة في القديم.
مات مولاي عبد السلام بن مشيش شهيدا سنة (622ھ/1225م)، وقيل سنة (625ھ) حيث قتله جماعة وجههم لقتله ابن أبي الطواجن، بالجبل المسمى بالعلم، غرب جنوب مدينة تطوان وهو جبل مرتفع كان معبده ومكان خلوته، وقد دفن بالقرب منه، حيث ضريحه الآن، رحمه الله ونفعنا بسيرته ووصاياه وحكمه.
ظل مولاي عبد السلام بن ماشيش في المرحلة الأخيرة من عمره، منزويا في الجبال، متواريا عن الأنظار، ككنز مخفي، أحب التفرد بعبادة ربه، والغوص في فضاء أنسه، فلم يخالط الناس إلا لنشر العلم وفضائله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن شاءت قدرة الله تعالى أن يُعرف ويشتهر هذا القطب الجليل في مماته أكثر مما كان عليه في حياته.
ويصبح بذلك علما شامخا من أعلام التصوف بالمغرب، وتُتداول صلاته المشيشية في ربوع العالم الإسلامي، ويرجع الفضل في ذلك بعد الله سبحانه وتعالى، لتلميذه الشاذلي، الذي حمل رداء شيخه مولاي عبد السلام بن مشيش، فكان ظاهرا وباطن ذلك الرداء هو الكتاب والسنة، اللذين سلكهما أبي الحسن الشاذلي في تصوفه.
4- صيت مولاي عبد السلام بن ماشيش
يعود أصله إلى علي بن أبو طالب لأبو بكر بن حورما بن عيسى بن سلام بن مزوار بن علي حيدرة بن محمد بن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن حسن بن حسن مولاي عبد السلام بن مشيش علمي، صوفي مهيب، من نسل سلالة الإدريسيين. عبد السلام بن مشيش العلمي؟ هو وليّ صوفي (1163-1228 أو 559-626 هجريًا)، أصله من جبل العلم في منطقة بني عروس في المغرب.
من القرن الثاني عشر إلى القرن الثالث عشر، تقاعد في جبل العلم جنوب طنجة حيث يقع ضريحه المتواضع المربع الشكل حاليًا ، مبنيًا من الحجر والطوب ومطلي باللون الأبيض والاخضر وبجواره دفن ابنه محمد ابن عبد السلام بن ماشيش وبجواره حفيده عمر، مما يضفي عليه طابعًا ريفيًا ومغطى بفروع قرن من الزمان- بشجرة قديمة وكبيرة. يعتبر البادئ للعديد من أساتذة الصوفيين ومن بينهم أصحاب الشديلة المشهورون.
5- من هم ورثة علم مولاي عبد السلام بن ماشيش ؟
لا يُعرف سوى القليل عن حياة هذه الشخصية. (مولاي عبد السلام بن مشيش علمي من أصل إدريسي (سليل الحسن)). عندما بلغ مولاي عبد السلام سن التعلم، أرسله والده إلى مدرسة قرآنية. في سن الثانية عشرة، تعلم القرآن في سبع نسخ صوتية من القديس الفاضل سيدي سالم المدفون في قبيلة بني يوسف. كما ورد أن من بين أساتذته في مجال العلوم الدينية الفقيه الفاضل فقيه الحاج أحمد اعتصام أقطران المدفون بالقرب من قرية أبرج في قبيلة أخماس بالقرب من باب تازة.
حصل منه على العلوم الشرعية في المدونة لنشر المذهب المالكي. وكان له ثلاثة أساتذة آخرين في تعلم القرآن، وهم أخوه الحاج موسى الرضا، والشيخ محمد بن علي المصباحي، والحسن الدولي، ودفنوا في جامع وزان الكبير.
ليست هناك تعليقات: